الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وآله وصحبه ومن تبعه ، أما بعد :
فإن القرآن العظيم حبل الله المتين ، ونوره المبين ، هو الفصل ليس بالهزل ، مَن تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم .
من جعله إمامه قاده إلى رضا الله ورضوانه وجنته ، ومن جعله خلفه ساقه إلى الجحيم وبئس المصير ، ومن أراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ، ومن أرادهما معاً فعليه بالقرآن .
فما أحوجنا إلى العودة إلى القرآن المجيد : تلاوةً وتجويداً ، حفظاً ووعياً ، تدبراً وتقديراً ، عملاً وتطبيقاً ، حَكَماً وحاكماً ومُشرعاً ، ونشراً وتعلماً وتعليماً ، وغياب أحد هذه الأمور عن واقعنا هجر للقرآن ، فكيف بهجرها جمعاء .
ثم إن بناء المجتمع المسلم ونحن في مسيس الحاجة إليه اليوم من أسسه الكبرى ووسائله الأولى وأهدافه المرتجاة ، نشر القرآن الكريم بين أفراد الأمة وتعليماً وتطبيقاً ودعوة .. وهذا ما قامت إليه دولة الإسلام على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال البراء بن عازب : " أول من قدم علينا – يعني في المدينة – مصعب بن عمير ، وابن أم مكتوم ، وكانا يقرئان الناس ) [1]
ومناسبة هذا البحث جاءني الأخ على صالح كليوه ، بعد صلاة المغرب ، وبعد النقاش حول كيف تحفظ القرآن ، أهدي لي شريطين للدكتور يحي الغوثاني مع الكراسة العملية في وسائل إبداعية لحفظ القرآن ، وتأثرت بهما كثيراً ، فكتبت هذا التلخيص المتواضع وسميته القواعد النيرات في كيفية حفظ القرآن الكريم ، أدعو الله سبحانه وتعالى كل من قرأه أن يوفقه لحفظ كتاب الله ، وبعد الله سبحانه وتعالى اعتمدت على المراجع التالية :
1- وسائل إبداعية لحفظ القرآن الكريم ، شريطين كاسيت للدكتور يحي الغوثاني دكتوراه في علم القراءات مع الكراسة العملية ، ونقلت الخطة بأكملها مع بعد التعديلات والإضافات والحذف .
2- كيف تحفظ القرآن الكريم للدكتور مصطفى مراد .
3- مفاتح تدبر القرآن للدكتور خالد عبد الكريم اللاحم ، أستاذ القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود .
4- كيف تحفظ القرآن للدكتور عبد الرب بن نواب الدين .
5- مصحف النور للنشر المكتبي .
اللهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا إماماً ونوراً وهدىً ورحمةً ، اللهم ذكرنا منه ما نُسينا ، وعلمنا منه ما جَهلنا ، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، واجعله لنا حجة يارب العالمين ،،، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،، والسلام عليكم ورحمة الله ، حرر في الرياض 16/3/ 1429هـ ، تلخيص الطالب / عبد الله أبوبكر عبد الرحمن باوارث
ثانياً : أسئلة مهمة ؟
(1) لماذا تحفظ القرآن الكريم ؟
أحفظ القرآن الكريم للأسباب كثيرة منها :
1- لأجل العلم والتعلم :
أ- وهذا هو المقصد المهم ، والمقصود الأعظم من إنزال القرآن ، والأمر بقراءته وحفظه ، قال تعالى : ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ) [2]، ، فمتى ما بدأت تحفظ القرآن الكريم دخلت في ديوان الخيرية ، فتنال هذا الوسام .
ب- تكون الدعوة بالقرآن ، قال تعالى : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) ، وقال تعالى : ( وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) [3]
ج- قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن ، فإن فيه علم الأولين والآخرين ) ، وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ( عليكم بالقرآن فتعلَّموه وعلِّموه أبنائكم ، فإنكم عنه تسألون ، وبه تجزون ، وكفى به واعظاً لمن عقل ) ، وقال الحسن البصري رحمه الله : ( قراء القرآن ثلاثة أصناف : صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به ، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده ، واستطالوا به على أهل بلادهم ، واستدروا به الولاة ، كثر هذا الضرب من حملة القرآن – لا كثرهم الله – وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم ، فركدوا به في محاريبهم ، وحنوا به في برانسهم ، واستشعروا الخوف ، فارتدوا الحزن ، فأولئك الذي يسقي الله بهم الغيث وينصر بهم على الأعداء ، والله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر ) [4] .
2- بقصد العمل به :
أ- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( يا حملة القرآن أو يا حملة العلم ، اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم ، يخالف عمَلُهم عِلْمهم ، وتخالف سريرتُهم علانيتَهم ، يجلسون حلقاً يباهي بعضهم بعضاً ، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه ، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى ..) .
ب- عن أبي عبد الرحمن السلمي رحمه الله عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم : ( أنّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤهم العشر ، فلا يجاوزنها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً ) .
ج- سئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى : ( ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ، ويرضى لرضاه ) .
د- جاء رجل بابنه إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال : ( إنّ ابني هذا قد جمع القرآن ، فقال : اللهم غَفْراً ، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع ) [5].
3- بقصد مناجاة الله تعالى :
أ- فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا المقصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أنّ الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين ، إنّ أحدنا لو ظن أن رئيسه أو والده أو أميراً ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، عن حذيفة رضي الله عنه قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعة ، فمضى فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً ، إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مرّ بسؤال سأل ، وإذا مرّ مر بتعوذ تعوذ ) .
ب- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن ) [6] .
ج- تذكّر أنه يجتمع لك في المناجاة بالقرآن خمس معان مجموعة في قولك : " حرس مع " ، الحاء : أن الله يحبك حين تقرأ القرآن ، الراء : يراك ، السين : يسمعك ، الميم : يمدحك ، العين : يعطيك ، فاستحضر هذه المعاني حين القراءة ولا تدعها تفوت عليك .
4- بقصد الثواب :
أ- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ( ألم ) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) .
ب- عن عمر رضي الله عنه قال : أما إنّ نبيكم صلى الله عليه وسلم قال : ( إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) [7] .
5- بقصد الاستشفاء به :
أ- فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشبهات والشهوات والوساوس ، وشفاء للأبدان من الأسقام ، قال صلى الله عليه وسلم : ( خير الدواء القرآن ) .
ب- قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [8]، فيقرأ على المريض ، ورحمة للمؤمنين .
ج- الشفاء بالقرآن يحصل بأمرين : الأول القيام به ، وخاصة في جوف الليل الآخر ، مع استحضار نية الشفاء ، والثاني : الرقية به .
6- للهداية وللاستهداء به :
قال تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) ، فهو هداية ، وبشرى للمؤمنين بالأجر الكبير .
7- للتدبر والعظة والعبرة :
قال تعالى : ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) ، وقال تعالى : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) .
8- ليحفظنا الله بالقرآن ، قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [9]، فالله عز وجل تكفل بحفظ القرآن ، وهذا يدخل فيه حفظ أهل القرآن ، فتجد حافظ القرآن ولله الحمد وقد تجاوز عمره السبعين ويتمتع بذاكرة قوية ، وسمع قوي .
(2) هل أنت راغب من أعماقك في حفظ القرآن الكريم ؟
( صح ) نعم . ( ) إلى حد ما . ( ) لا .
لا بدّ أن تقرر الآن بصدق وإيمان وإخلاص وعزيمة قوية وإصرار أنك عازم من أعماق قلبك على حفظ القرآن الكريم ، لا يكون ذلك مجرد التمني وأحاول .
(3) ما مدى حاجتك إلى حفظ القرآن الكريم ؟
( صح ) مُلحة . ( ) متوسطة . ( ) ضعيفة .
لأن للقرآن فضائل كثيرة منها :
أ- عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ).
ب- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة ، لا ريح لها وطعمها مر ) [10] .
ج- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنّ الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) .
د- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ( ألم ) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) [11]
(4) ما هي العوائق التي تمنعك من حفظ القرآن الكريم ؟ وما الحل ؟
العوائق كثيرة منها :
أ- أنّ حفظ القرآن للصغار وقد تجاوز عمري الأربعين ، وقديماً قالت العرب : " التعليم في الصغر كالنقش على الحجر " ، ولا شك أنّ عهد الصبا عهد الحفظ ، ولكن جل الصحابة الذين اشتهروا بقراءة القرآن وإقرائه لم يحفظوه في طفولتهم ، بل لم يسلم أكثرهم إلا وقد جاوز سن المراهقة ، ومع هذا كان إسلامهم هو الدافع إلى الإهتمام بالقرآن وحفظه والعمل به ، وبرعوا في ذلك على مثال لا نظير له .
ب- أن حفظ القرآن يحتاج إلى وقت طويل .
ج- إن حفظ القرآن يحتاج إلى تفرغ ، وأنا عندي دوامين ، والوقت لا يسمح .
د- إن حفظ القرآن صعب ، والذاكرة ضعيفة ، مستحيل أحفظ القرآن ، قال أحدهم : " إن أصعب سورة في القرآن هي سورتي القمر والرحمن ، لأنّ فيها آيات مكررة ، مع أنّ الآية ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) موجودة في سورة القمر .
الحل : هو معرفة الخطوات الأربعة الأولى التمهدية في حفظ القرآن الكريم .
ثالثاً : الخطوات الأولى في حفظ القرآن الكريم
هناك أربعة خطوات أولى تمهيدية في حفظ القرآن الكريم :
الخطوة الأولى :
1- الإخلاص لله سبحانه وتعالى :
أ- وهو أساس قبول العمل ، وأن يكون الحفظ لنيل الثواب ، وتطهير القلب ، بإيثار الآخرة على الدنيا .
ب- لأن منهج العبادة في الإسلام ومنه حفظ القرآن ، يقوم فوق ذلك على أساس الإخلاص ، وتنهار العبادة تماماً إذا دخلها شيء من الرياء أو الشرك .
ج- ولذا يجاء بالرجل يوم القيامة الذي تعلم القرآن وعلّمه وقرأ القرآن ، فيعرّفه الله نعمه فيعرفها ، فيقول له : فما عملت بها ؟ ، فيقول : تعلمت فيك وعلّمته ، وقرأت فيك القرآن ، فيقول له : كذبت ، ولكن تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل ، وقرأت القرآن ليقال هو قاريء فقد قيل ، ثم يؤمر به فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار ).
2- أزل كل العوائق التي تمنعك من حفظ القرآن وأخرجها خارج عقلك ، ( للصغار ، صعب ، وقت طويل ، الذاكرة ضعيفة ، عدم التفرغ ) ، واجعل مكانها قوله تعالى : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [12] ، واطبعها على قلبك وحدث بها نفسك . واعلم أنّ القرآن ليس فيه ما هو صعب فهو ميسر من الله تعالى .
الخطوة الثانية :
1- أكدّ رغبتك بصدق ويقين ، ولا تجعلها مجرد أمنية وحلم ، اترك التردد .
2- يكفيك فقط بعض الجهد والوقت والمال ، لكن كل ما تنفقه من الجهد والوقت والمال تجد بعده السعادة والطمأنينة .
الخطوة الثالثة :
1- لا تلتفت إلى المثبطين والمحبطين ، وامض في طريقك على بركة الله تعالى .
2- الوضوء وصلاة ركعتين قضاء حاجة بنية حفظ القرآن الكريم ، وادعُ ربك بحفظ القرآن ، وألح في الدعاء .
3- أكثر من هذا الدعاء : ( اللهم أسألك أن تلزم قلبي حفظ كتابك ، كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني .. ) ، وهو دعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم علياً حين اشتكى إليه قائلاً : بأبي أنت وأمي ! تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه .
الخطوة الرابعة :
1- أقرأ فضل حامل القرآن ، وقارئ القرآن ، وصاحب القرآن ، من حين لآخر .
2- عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يأتي القرآن وأهله الذي
يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران ) [13].
رابعاً : الخطوات العشر لحفظ القرآن الكريم
1- حدد ما تريد حفظه :
أ- أن يكون لك ورد ثابت في الحفظ يومياً ، تقرأه على شيخ أو أخ متقن قبل الحفظ .
ب- مثلا تقول أحفظ كل يوم وجه ، وهذا يعني أنك تحفظ الجزء في 20 يوم ، والقرآن الكريم في 20 شهراً
ج- أو تقول أحفظ العشر الأخير في شهر رمضان ، وتضع جدول لذلك ، بحيث تحفظ كل يوم وجهين .
د- لا تتجاوز المقرر اليومي حتى تجيد حفظه ، ويراجع معك الحفظ شيخ أو أخ متقن .
هـ- لا تتجاوز السورة حتى تربط الآيات بعضها ببعض ، وربط الآية بالتي تليها هو بقراءة نهاية الآية الأولى مع بداية الثانية ، وهكذا ، والأوجه بعضها ببعض .
2- ابدأ الحفظ فوراً ولا داعي للتسويف :
أ- مثلاً أن تبدأ من الآن ، ولا تقول أؤجل الحفظ نهاية اليوم ، أو إلى نهاية الأسبوع الخميس والجمعة .
ب- لا تبدأ عملك اليومي في مدارسة العلم إلا بعد الإنتهاء من ورد القرآن .
3- اجعل لك أهدافاً لحفظ القرآن الكريم ( على الأقل 3 أهداف ) [14]:
أ- أبتغي الأجر والثواب من الله ، عن عائشة رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ) [15]، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال فيشفعان ) .
ب- لطلب الهداية ، قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) .
ج- لنيل المكانة الإجتماعية في الدنيا والآخرة مع النبيين والشهداء ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يُقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنت تُرتل في الدنيا ، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) [16] .
4- ضع تصوراً داخلياً لأهدافك ، وتخيل أنّ أهدافك من حفظ القرآن تتحقق ؟
أ- تصور أنك تؤم الناس في صلاة التراويح بالجامع الكبير ، أو أنت تقرأ القرآن في الإذاعة ، عش المشاعر والأحاسيس التي يعيشها حفظة القرآن .
ب- أن ينادى اسمك يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء ، ويكرم والديك بشفاعة القرآن، عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( القرآن شافع مشفع ، وما حلٌ مُصَدَّق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار ) [17].
5- حدد ما تريد أن تحفظه خلال مدة زمنية محددة ؟
أ- أن يكون هناك تحديد جزئي مثلاً أريد أن أحفظ خمسة أجزاء في خلال شهر ، وهذا يعني أنك كل يوم تحفظ ما يقارب ثلاثة أوجه .
ب- وإذا انشغلت في أحد الأيام تعوض في اليوم التالي ، عن أوس رضي الله عنه قال : احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقلنا له : فقال ( إنه طرأ عليَّ حزب من القرآن فأحببت أن لا أخرج من المسجد حتى أقضيه ) .
ج- أن يكون هناك تحديد كلي مثلاً أريد أن أختم القرآن الكريم ليلة عرفة في هذا العام ، وقد بقى من الوقت ثمانية أشهر ، وهذا يعني أنك تحفظ كل يوم وجهين ونصف .
د- أو تقول أنّ القرآن 30 جزءاً ، وكل جزء 8 أثمان ، فيكون الإجمالي 240 ثمن ، فلو حفظت كل يوم ثمناً ، حفظت القرآن في 8 أشهر ، ولو حفظت نصف الثمن ، حفظته في سنة وربع ، ولو حفظت كل يوم وجه ، حفظته في 20 شهراً وهكذا .
6- ثق بالله عز وجل ، ماذا يعني قوله تعالى : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ؟
أ- فالله سبحانه وتعالى أكرمك ، وخلقك في أحسن صورة ، قال تعالى : ( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)[18]
ب- وجعل لك عقل تفكر وتتدبر به ، وأعطاك الحواس الخمس ، منها السمع والبصر ، كل هذا يعنيك على حفظ القرآن الكريم ، فانتهز الفرصة ، واستفد من هذه الأجهزة ، وأنت في شبابك .
7- ركز زهنك على ما تريده ، وليس على تفاصيل عمل ما تريد ؟
أ- ما تريده ( ركز ) عليه ، مثلاً أريد حفظ سورة البقرة ؟ وهذه السورة تحتوي على 50 وجه ، كل يوم أحفظ وجهين ، هذا يعني أنني أحفظها في أقل من شهر .
ب- تفاصيل ما تريده ( لا تركز ) عليه ، مثل : ( طول السورة ، كثرة القصص ، صعوبة آيات الطلاق ، كثرة الآيات الطويلة ) ؟ فلا تفكر في ذلك ، لأنها عوامل محبطة ومثبطة .
8- فكر في عدد من نتائج وثمار حفظك لكتاب الله ؟
أ- من نتائج الحفظ في الدنيا : المكانة العالية في المجتمع ، التفوق في الدراسة والعمل .
ب- من نتائج الحفظ في الآخرة : عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنت تُرتل في الدنيا فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) [19].
9- زد أو قلل عدد النتائج بما يجعله دافعاً لك في حفظ كتاب الله ؟
[1] ( البخاري : 3/1428 ) .
[2] ( ص : 29 ) . رواه البخاري .
[3] ( ق : 45 ) ، ( النمل : 92 ) .
[4] ( شعب الإيمان للبيهقي : 2/332 ) ، ( كنز العمال : 23 ) ، ( ابن الحوزي في العلل : 1/110 ) .
[5] ( التبيان في آداب حملة القرآن : ج1 ص 20 ) ، ( تفسير الطبري : 1/60 ) ، ( القلم : 4 ، صحيح مسلم : 746 ) ، ( قاعدة في فضائل القرآن لابن تيمية : 59 ) .
[6] ( صحيح مسلم : ج1 ص 536 " 772 ) ، ( البخاري : ج6 ص 2743 " 7105 " – مسلم : ج1 ص 545 "792) .
[7] رواه الترمزي وقال حديث حسن صحيح ) ، ( ( مسلم : ج1 ص 559 "817" – ابن ماجه : ج1 ص 79 "218" ) .
[8] ( سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4-931 ) ، ( الإسراء : 82 ) .
[9] ( الإسراء : 9 ) ، ( آل عمران : 138 ) ، ( النساء : 82 ) ، ( الحجر : 9 ) .
[11] أخرجه الترمزي وقال حديث حسن صحيح ، وأخرجه أحمد والحاكم وصححه . رواه الترمزي وقال حديث حسن صحيح .
[12] ( رواه مسلم والنسائي ) ، ( القمر : 17 ) .
[13] انظر كتاب " التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي " ، ( مسلم : 1/554 "805" – الترمزي : 5/160 "2883" ) .
[14] تقول الدراسات العلمية : " إنّ الذين يحددون أهدافهم يحققون 30 % منها ، والذين يكتبون أهدافهم يحققون 90 % منها ( أكتب أهدافك وعلقها أمامك )
[15] متفق عليه ، رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ( أحمد : ج2/ص 174 "6626" ) .
[16] ( الإسراء : 9 ) ، صحيح الترمزي ، ( مسلم : ج1/ص559 ، ابن ماجه : ج1/ ص 79 "218" ) .
[17] ( صحبح ابن حبان : 1/331 "124" – شعب الإيمان للبيهقي : 2/351 "2010" ) .
[18] ( الذاريات : 21 ) ، ( الإنفطار : 8 ) .
[19] رواه مسلم ، صحيح الترمزي .
أ- عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) .
ب- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن ).
ج- إذا أصابك فتور وملل : اكتب على لوحة أمامك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ) [1] .
10- فكر في أسلوب لضغط الجدول الزمني لانجار مهمتك ؟
أ- انتبه إلى الوقت الذي تستغرقه في حفظ الوجه الواحد ، واعلم أنّ الشخص الطبيعي لا يستغرق أكثر من 10 دقائق في حفظ الوجه الواحد .
ب- قم بحفظ وجه واحد جديد واحسب المدة الزمنية التي استغرقتها في الحفظ ؟ .
ج- إذا تمكنت من حفظ الوجه في 10 دقائق فأقل ، فأنت تحفظ بطريقة صحيحة ، وإن استغرق الحفظ أكثر من ربع ساعة ، فلديك خطأ في طريقة الحفظ ، تأكد من تصحيح التلاوة ، أزل القناعات من جديد ؟
د- ضاعف حفظك في المناسبات ، شهر رمضان ، الخميس والجمعة ، العطلة .
هـ ضاعف حفظك اليومي من وجه إلى وجه ونصف ، وفي هذا ينبغي اختيار أنسب الأوقات لحفظ
القرآن أو استذكاره ، ومن أفضل الأوقات بعد الفجر إلى طلوع الفجر ، وبعد العصر .
و- عند الإخلال بورد الحفظ اليومي ، عليك بعقوبة نفسك بتعويض ذلك في اليوم التالي , في حديث عمر : ( من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه بين صلاة الفجر وصلاة الظهر ، كتب له كأنما قرأه من الليل ) [2] ، فعليك بتنظيم الوقت وتوزيعه توزيعاً حسناً على ساعات الليل والنهار .
ل- عليك المسارعة بعد سماع الأذان إلى الذهاب إلى المسجد ، والإستفادة من الوقت الضائع أثناء الذهاب والعودة .
خامساً : 22 طريقة لحفظ القرآن الكريم
أمامك 22 طريقة لحفظ القرآن الكريم ، تعرف عليها واكتشف الطريقة التي تناسبك وابدأ الحفظ بواسطتها وهي كما يلي :
الطريقة الأولى : التاءات العشر :
1- التهيئة النفسية : بعد أن تزيل كل العوائق والصعوبات ، وتتدبر قول الله تعالى : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [3]، عليك أن تهيئ نفسك أنك تريد أن تحفظ القرآن الكريم ، وأن حفظ القرآن ليس أمراً صعباً ، إنما يحتاج لمزيد من الوقت والجهد والإستفادة من الفراغ والوقت الضائع ، وكل هذا سهل ولله الحمد ، والدماغ تتفاعل تفاعلاً إيجابياً في حالة وجود الرغبة .
2- التخيل : عليك عندما تقرأ الآية أن تتخيلها في ذهنك ، حتى ترسخ في الدماغ ، لأن الدماغ يعمل مع التخيل كما يعمل مع الحقيقة ، وهذا تخيل جزئي ، فإذا شربت حقيقة فنجاناً حاراً من القهوة فإن الدماغ يتفاعل مع ذلك ، وكذلك إذا تخليت أنك تشرب فنجاناً من القهوة ، فالدماغ يتفاعل مع ذلك بنفس الدرجة . تخيل أنك حفظت سورة البقرة ، وكلفت بأن تصلى بالناس صلاة التراويح وأنت تقرأ عليهم سورة البقرة ، فهذا التخيل يساعدك كثيراً على حفظها .[
3- التصحيح : في بداية الحفظ ، لا بدّ من مراجعة الورد القرآني على شيخ أو أخ متقن أو المصحف الْمُعلِّم ، ولا تبدأ في حفظه إلا بعد إجادة تلاوته . ولأنك إن حفظت خطأ في الحركة أو النطق ، فهذا الحفظ يرسخ في الذهن ، ومن الصعوبة تصحيحه وخاصة عند الصغار . ولأن الخطأ في القراءة قد يكون لحن جلي ، يؤثم فاعله .
ولذا أنصح من يؤم الناس في الصلاة وهو مبتدئ ، عليه أن يقرأ حفظه على شيخ حتى يتفادى الأخطاء .
4- التنفس : بعد أن تتخيل الآية خذ نفساً عميقاً ثم أقرأ الآية مرة أو مرتين أو ثلاث تجدها إن شاء الله ثبت حفظها .
5- التركيز : عليك أن تركز كل نظرك وأحاسيسك عندما تريد حفظ الآية ، ولا تكون شارد الذهن ، مثلاً قوله تعالى : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) ، تركز أنّ لفظ " يحسبنَّ " وليس " تحسبنَّ " ، ولفظ " كفروا " ليس " ظلموا " ، ولفظ " إنَّهم " وليس " أنهم " ، والياء في " يحسبنّ " يناسبها الكسرة في " إنّهم ، ولفظ " يُعْجِزُونَ " ، وليس " يَعجزون " ، وكذلك تركز في مكان هذه الآية هل هي في بداية السطر أو وسطه ، وهل في بداية الصفحة أو وسطها أو نهايتها وهكذا ، وتربط بينها وبين الآية التي قبلها وبعدها .
6- الترتيل : عليك أن تقرأ وأنت تحفظ الآيات مرتلة ، إمتثالاً لقوله تعالى : ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) ، وقوله تعالى : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) ، فمثلاً عندما تقرأ قول الله تعالى : ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) [4] ، فعليك أن تغنَّ الميم المشدة ، وتمد المد المتصل الواجب ، والمد العارض للسكون .
7- التكرار :
أ- كرر الآيات كثيراً ، فإنَّ التكرار يؤدي إلى إتقان الحفظ .
ب- لماذا يحفظ كثير من المسلمين سورة الفاتحة ؟ لأنهم يقرءونها في كل يوم ، فإن استطعت أن تعامل سور القرآن بنفس الطريقة فافعل .
ج- هناك أربعة أمور اجتماعها يُيسِّر الحفظ ، ألا وهي التكرار والكتابة والسماع لشيخ متقن ، مع مسابقة الأقران في الحفظ .
8- الترابط :
أ- بعد أن تحفظ الآية الأولى والثانية تحاول أن تربط بين الآية ونهايتها ، وأن تربط بين الآية الأولى والثانية ، فمثلاً قوله تعالى : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، قوله " " فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا " ، يناسب " عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، ولا يناسب " غفور رحيم " ، وقوله تعالى : ( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، ولا يناسب " فاعلموا أنّ الله عزيز حكيم " ، وقوله تعالى : وكذلك قوله ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) ، هم ( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ، وكذلك ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ) هم ( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) [5] .
ب- كذلك تربط بين القصة الأولى والقصة الثانية ، وبين الصفحة الأولى والصفحة الثانية وهكذا ، مثلاً قوله تعالى : ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ، بعد أنّ بين الله مآل الكافرين ، وهذا كان في نهاية الصفحة ، من المناسب أن يبين مآل المؤمنين يوم القيامة ، قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [6] وهذه الآية في بداية الصفحة التالية .
9- التثبيت والمراجعة :
أ- المواظبة على استذكار القرآن ومعاهدته وإدامة قراءته وإدمان تلاوته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها ) ، وقال أيضاً : (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل الْمُعقَّلة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) [7].
ب- ووقت الليل للمراجعة والاستذكار أزكى وأنفع لقوله تعالى : ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) ، أي قيام الليل هو أشد موطأة بين القلب واللسان ، وأجمع على التلاوة وأجمع على الخاطر وتفهمها من قيام النهار ، لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات [8]
10- التوكل على الله :
أ- التوكل على الله في كل هذه التاءات السابقة ، فيكون التوكل على الله في التهيئة النفسية وفي التخيل والتصحيح والتركيز والترتيل والتكرار والترابط والتثبيت وفي كل شيء .
ب- قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ، وقال تعالى : ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [9].
الطريقة الثانية : الحفظ بين اثنين :
1- عليك أن تتخذ لك أخاً في الله متقن للقرآن ، ويكون ذلك في ثلاثة أمور : القراءة قبل الحفظ ، والقراءة بعد الحفظ ، والمراجعة .
2- فتتفق معه كل يوم بعد الفجر مثلاً ، فتقرأ عليه ويقرأ عليك ، فتسمع منه ويسمع منك ، وهذا يساعدك على الحفظ وكشف الأخطاء وتصحيحها .
الطريقة الثالثة : الاستفادة من الأوقات الضائعة :
1- كرر ما حفظته في أثناء مشيك ورجوعك إلى المسجد أو العمل أو السوق .
2- كرر ما حفظته في أثناء ركوبك للسيارة .
3- يكون معك المصحف المجزئ ، فعند الأشارة ، تقرأ الآية ثم تكررها .
4- في الغالب يكون معك شخص في السيارة ، فتقرأ عليك وهو يستمع ، ويصحح لك الأخطاء .
5- كرر ما تريد حفظه أثناء انتظارك لإنجاز مهمة في الدوائر الحكومية أو البنوك أو المستشفيات أو المطاعم لانتظار دورك .
6- الاستماع إلى مسجل السيارة وهو يقرأ القرآن ، وتردد معه ، وخاصة المصحف المعلم حيث يكرر قراءة الآية ثلاثة مرات ، ولذا أنصح كل سائق أن يكون في سيارته مسجل .
7- وكذلك المرأة وهي في المطبخ ، تكرر ما تحفظه ، وتستمع إلى المسجل وهو يقرأ وتردد معه .
8- فعليك اغتنام العمر وعدم ضياع الأوقات ، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، كما قال الشاعر :
دقات قلب المرء قائلة له *** إنّ الحياة دقائق وثوانِ
الطريقة الرابعة : حفظ المهنيين ؟
1- المهنيين أمثال الخباز والفلاح والمهندس والميكانيكي والعامل ، فمثلاً الخباز وهو يضع الخبز في النار ، يقرأ الآية ثم يكررها ، وكذلك العامل وهو يحمل المتاع على ظهره ، يقرأ ويكرر ما يحفظه ، وكذلك مهندس الكمبيوتر وهو يفتح الجهاز أو ينسخ الملفات وهذا قد يحتاج لبعض الوقت ، فيقرأ السورة والمصحف بجواره إذا أخطأ صحح خطأه .
2- كثير من الناس حفظ القرآن وهو يؤدي مهنته ، فأحد المشايخ كان يعمل في مصنع النسيج وهو ينسج ويحفظ ، حتى حفظ القرآن ، وهناك فلاح يركب الحمار ذهاباً وإياباً إلى المزرعة وأثناء هذا الفترة حفظ القرآن كاملاً ولله الحمد .
الطريقة الخامسة : السماع من آلة التسجيل :
1- يمكنك سماع القرآن من المسجل ، وتعيد سماع الآيات أكثر من مرة حتى تحفظها .
2- يمكنك الإستفادة من المصحف المعلِّم للشيخ الحذيفي ، لأنه يكرر الآيات ، وكذلك حمل المسجلات الصغيرة ذو السماعة وأنت في الطريق تسمع وتعيد السماع حتى تحفظ تلك الآيات .
3- والإستفادة من التقنية الحديثة MP3 .
الطريقة السادسة : الحفظ بتسجيل الصوت :
ا- سجل ما حفظته ، ثم أعد سماعه مرة أخرى واكتشف الأخطاء .
2- تحفيظ الأطفال بتسجيل أصواتهم ، ثم يستمعون إليها ، مع التشيع بقولك " ترتيل جميل " ، " أنت
رائع " ، ما شاء الله .
الطريقة السابعة : اقرأ ما حفظته في صلاتك :
1- من الوسائل المعينة على الحفظ الصلوات الخمس في كل يوم وليلة ، ويقرأ فيها بالقرآن جهراً وإسراراً ، ومثله قيام رمضان ، فإذا كنت إمام فاقرأ ما حفظته في صلاتك السرية والجهرية .
2- إقرأ ما حفظته في السنن الرواتب والنوافل وقيام الليل ، وبدلاً من أن تقرأ من قصار السور كالعادة ، إقرأ ما حفظته حتى يثبت الحفظ ، عن علي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يا أهل القرآن أوتروا ، فإنّ الله عز وجل وتر يحب الوتر ) ، ويقول لعبد الله بن عمرو : ( لا تكن مثل فلان ، كان يقوم الليل فترك قيام الليل ) [10].
3- مثلاً أثناء صلاتك ركعتين اقرأ فيهما ما حفظته ، وفي اليوم التالي أقرأ فيهما ما حفظته بالأمس وهذا اليوم وهكذا .
الطريقة الثامنة : استدعاء الذاكرة عن طريق الكتابة :
1- اكتب ما حفظته واعرف موقع الخطأ ، ثم اكتبه مرة أخرى بدون أخطاء .
2- مع ملاحظة أن تكون الكتابة بخط كبير واضح كخط المصحف ، وأن ترتب الآيات والأسطر مثل ترتيب المصحف ، حتى تتذكر موضع كل آية فيتركز الحفظ .
الطريقة التاسعة : الاستفادة من السبورة المنزلية :
1- أن تكتب الآيات التي تريد حفظها على السبورة ، وكلما أنت داخل أو خارج تقرأ هذه الآيات وترددها .
2- وبدلاً من مشاهدة التلفاز وأنت تتناول وجبة الطعام ، تكون أمامك السبورة وتقرأ الآية وتكررها .
3- ويمكن تشجيع الأطفال بحفظ القرآن وذلك بكتابة السورة في السبورة غيب ، والآن ولله الحمد تحسنت السبورة المنزلية وكذلك القلم الذي يكتب به من حيث الألوان والجودة .
الطريقة العاشرة : الحفظ بواسطة اللوح :
1- لقد كان القدماء إلى عهد قريب قبيل ظهور الوسائل التعليمية المتطورة يعتمدون على اللوح الخشبي لكتابة الآيات على اللوح ثم يرددها حتى يحفظها ثم يمسحها ويكتب آيات أخرى ، وهذه الطريقة ما زالت موجودة حتى الآن في بلاد أفريقيا ، وعنصر الكتابة مهم .
2- وقد حفظ الكثيرون ولله الحمد القرآن الكريم بهذه الطريقة ، والآن يمكن تحديثها ، وذلك باستخدام
الكمبيوتر بكتابة الآيات أو نسخها من المصحف للنشر المكتبي ، ثم تقرأ وتكرر حتى يتم حفظها .
الطريقة الحادية عشر : طريقة المسابقات والحوافز :
1- إيجاد الحوافز والمرغبات من العوامل الضرورية لحفظ القرآن الكريم ، وخاصة في زماننا هذا حيث كثرت الملهيات عن ذكر الله وتعددت أشكالها وأهدافها ، واتجهت كثير من بلاد المسلمين إلى فرض المناهج التعليمية العَلمانية التي تجعل المواد الشرعية وفي قمتها القرآن الكريم ، مواداً ثانوية ، وتسميها " دين " وكأن الدين شيء ، والحياة شيء آخر ، وفوق هذا فحفظ القرآن يتطلب جهداً خاصاً ، وعملاً متواصلاً ، وعزيمة صبورة لا تعرف الملل ولا النكوص ، أفليس إيجاد الحوافز ضرورياً .
2- الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بين فترة وأخرى تضع مسابقات للخاتمين بالنسبة للرجال ، أو في 5 أجزاء ونحو ذلك ، بالنسبة للنساء ، ثم تكرم المتفوقين ، وتمنحهم شهادات معتمدة ، فهذا يساعد على الحفظ والمراجعة .
3- عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يُقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنت تُرتل في الدنيا ، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) [11] .
4- ويمكنك أن تضع مسابقة لنفسك وخطة محكمة في مراجعة القرآن وحفظه ، أو مع أحد زملائك ، فتقول القرآن يحتوي على ثلاثين جزءاً ، وكل شهر أحفظ جزءاً واحداً ، ففي خلال سنتين ونصف إن شاء الله أحفظ القرآن .
5- وقد بدأنا في تنفيذ هذه الخطة ، إبتداءً من جزء عمه ، ندعوا الله سبحانه وتعالى لجميع الحاضرين حفظ القرآن الكريم .
الطريقة الثانية عشر : كيفية الحفظ :
للحفظ ثلاثة طرق :
1- الحفظ التسلسلي : وهو أتقن أنواع الحفظ ، وهو أن تقرأ الآية الأولى وتكررها حتى تحفظها ، ثم تنتقل إلى الآية الثانية تحفظها ، ثم تقرأ الآية الأولى مع الثانية ، ثم تنتقل إلى الآية الثالثة فتحفظها ، ثم تقرأ الآية الأولى مع الثانية مع الثالثة وهكذا ، يتم حفظ السورة بالانتقال أية أية ، ثم كثرة التلاوة للسورة كوحدة واحدة .
2- الحفظ الجماعي : وهي أن تحفظ الآية الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ، إلى نهاية الوجه ، ثم تجمع الآيات وتكرر الآيات كلها مرة واثنين ، حتى تحفظ الوجه ، ثم تنتقل إلى الوجه الآخر ، ثم تربط بين الوجه الأول والثاني وهكذا
3- الحفظ المقسم : وهي تقسيم السورة إلى أقسام متحدة في المعنى ، وتعلمها في المصحف ، وتحفظ مجموعة ثم مجموعة أخرى ، ثم تجمع السورة كلها ، مثلاً سورة الواقعة ، يمكن تقسيمها إلى خمسة أقسام ، السابقون ثم أصحاب اليمين ثم أصحاب الشمال ، ثم قوله ( أفرأيتم ما تمنون ) ، ثم ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) ، وهذا الطريقة أفضلها على غيرها لأن فيها تدبر للقرآن .
الطريقة الثالثة عشر : الحفظ من مصحف واحد ، والابتداء بحفظ السور القصيرة :
1- الحفظ يكون من مصحف واحد لا يتغير ، طبعة واحدة لا تقرأ في غيرها من طبعات ، لأن ذلك أثبت للحفظ ، وهو ما تنضبط به الذاكرة البصرية ، وذلك حتى تتذكر مكان الآيات ، وبداية الصفحة ونهايتها .
2- والاستظهار يعتمد على ثلاثة ذواكر :
أ- الذاكرة السمعية ويقوم المقريء بدوره في التلقين ، والتقويم مما ينمي هذه الذاكرة ويصقلها .
ب- الذاكرة الذهنية : وجل اعتمادها على تدبر المعاني ، والنظر في القرائن ، ومعرفة المتشابه ومواضعه .
ج- الذاكرة البصرية : واعتمادها إنما يكون على رسم المصحف الشريف بمعرفة مفتتح الآيات والسور في مواضعها من الصفحة ، وكذا مختتمها ، بحيث أنّ الطالب يقرأ من حفظه تتراءى له الصفحات ، وكأنما ينظر إليها ، ولهذا إذا غير الطالب نسخة المصحف الذي حفظ منه ودرج عليه لقي عناءً ومشقة ، فاتخذ أيها الطالب لنفسك طبعة من المصحف الشريف لا تحيد عنها ، وليكن مصحف خادم الحرمين الشريفين .
3- من المناسب الابتداء في حفظ السور القصيرة كجزء عمه وجزء تبارك أو السور التي تكرر كثيراً مثل سورة ( يس ) ، وسورة ( الواقعة ) ، وسورة ( الكهف ) ، وسورة ( الملك ) ، وسورة ( السجدة ) ، فإن حفظ جزء أو جزأين في أثناء ابتداء الحفظ في وقت قصير مع جهد يسير أقرب للمسارعة إلى المزيد من الإقبال على الحفظ .
الطريقة الرابعة عشر : العناية بالمتشابهات ( التشابه اللفظي في الآيات ) :
أ- إنّ معرفة التشابه اللفظي في الآيات يساعد كثيراً على تقوية الحفظ وتثبيته ، وكذلك معرفة قواعد اللغة العربية ، قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [12]، " الله " : اسم إنّ منصوب ، واسعٌ : خبرها .
ب- ألفت كتب في ضبط الآيات المتشابهات [13] ، وإليك بعض الأمثلة في الآيات المتطابقات أو المتشابهات :
مثال : قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) وردت ستة مرات في القرآن وهي :
1- (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ
أَجَلٌ)(يونس: 49) .
2- (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (الانبياء:39) .
3- (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) (النمل:72) .
4- (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) (سـبأ:30)
5- (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) (يّـس:49)
6- (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الملك:26)
مثال آخر : قوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ) وردت 3 مرات تفاصيلها :
1- ( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (العنكبوت:8) .
2- ( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ) (الاحقاف:15) .
3- ( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ) (لقمان:14) .
الطريقة الخامسة عشر : الاستفادة من جهاز الفديو وجهاز الحاسب الآلي :
1- يسجل القرآن كاملاً في شريط الفديو أو سي دي بالصوت والصورة ، وهذا يساعد كثيراً على التركيز ، والنطق الصحيح .
2- ثم يعاد الشريط أكثر من مرة ، حتى يتم الحفظ .
3- كثيراً من الناس يتأثر بالمرئيات ، فعندما يشاهد الشيخ وهو يقرأ القرآن يتنبه أكثر .
4- يستفاد من القنوات التلفزيونية التي تبث القرآن كاملاً بكل القراءات .
5- الإستفادة من الكمبيوتر في المسابقات القرآنية ، مثلاً يكتب لك الآية وتكملها .
الطريقة السادسة عشر : اقتران الآيات بزمن خاص :
1- مثلاً إذا كنت ذاهب لأداء العمرة نهاية الأسبوع ، تضع لك برنامج وليكن حفظ سورتي الكهف ومربم
2- أو مثلاً تقول خلال شهر رمضان أحفظ سورتي المائدة والأنعام .
3- أو كنت مدعو لتناول وجبة عشاء في إستراحة ، ففي هذه الفترة تقول أحفظ سورة السجدة ، أو
مسافر لقضاء شهر العسل ففي هذه الأيام السعيدة تقول أحفظ العشر الأخير .
الطريقة السابعة عشر : اقتران الحفظ الجديد بالحوادث المؤثرة :
1- إذا أصيب الإنسان بحادث سيارة وانكسرت رجله ، فيكون طريح الفرش فترة طويلة ، فينتهز هذه الفرصة وليحفظ 5 أجزاء مثلاً .
2- يذكر أن أحد الأشخاص أصيب بحادث سيارة ومكث في المستشفى أكثر من أربعة أشهر ، حفظ فيها القرآن كاملاً .
الطريقة الثامنة عشر : الاعتماد على فهم معاني الآيات :
1- قراءة تفسير الآيات التي تريد حفظها ، ومعرفة معاني الكلمات وأسباب النزول ، يساعد كثيراً على الحفظ .
2- السور التي تحتوي على القصص مثل سورة يوسف وطه والقصص ، يسهل حفظها .
3- آيات المواريث ، نحو قوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ) [14] ، فعندما تعرف نصيب كل شخص من الورثة ، يرسخ الحفظ وينتفي الخطأ .
4- اشتكت إليّ ابنتي صعوبة حفظ آيات اللعان التي في سورة النور ، فندما شرحت لها المعنى ، تيسر لها حفظها ولله الحمد .
الطريقة التاسعة عشر : اجعل وقتاً معيناً للمراجعة :
1- يمكنك أن تجعل وقت معين للمراجعة ، ووقت آخر للحفظ .
2- أو اجعل يوم في الأسبوع لمراجعة ما حفظته .
3- أو اجعل يوماً في الشهر أو يومين لمراجعة حفظ الشهر كله مع وجود المتابع حتى تكتشف أخطاءك .
الطريقة العشرون : حلقات التحفيظ بالمساجد :
1- لا تتخلفنّ عن مجالس العلم خاصة مجالس القرآن إلا لعذر ، ومقياس العذر ما ترى لو وعدت من هذا المجلس بألف ريال هل كنت تتخلف عنه ؟
2- البعض لو دعي إلى عقيقة أو وليمة لبى مسرعاً ، وإذا مرّ بمجلس علم ولَّى مدبراً ، وكما يقول الحسن البصري : " الدنيا كلها ظلام ، إلا مجالس العلماء " .
3- توجد ولله الحمد حلقات تحفيظ القرآن الكريم في كثير من مساجد المملكة بعد الفجر والعصر والعشاء ، فسارع وانتهز الفرصة في حفظ كتاب الله تعالى وتجويده ، وكذلك توجد دور لتحفيظ القرآن للنساء بعد العصر ، فالزم من تحت رعايتك بالتسجيل فيها .
4- يوجد معهد لتدريس العلوم الشرعية وحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم ، فسارع بالتسجيل فيه .
الطريقة الواحدة والعشرون : الدورات المكثفة لتحفيظ القرآن الكريم :
1- تقام دورات مكثفة في أول الإجازة الصيفية ودورات أخرى في نهاية الدورة الصيفية ، في بعض مساجد المملكة العربية السعودية ، وتكون الفترة حوالي شهر تقريباً ، ودورة ثالثة في رمضان ، وتكون مدتها 20 يوماً ، وتكون على مستويات حفظ جزاءن وخمسة أجزاء وعشرة وخمسة عشرة وعشرون جزءاً وخمسة وعشرون جزءاً والقرآن كاملاً ، وفي خلال هذه الفترة يُسَمِّع الطالب المقرر كاملاً على الشيخ ، ففي ذلك فوائد عديدة منها تركيز الحفظ ، وإكتشاف الأخطاء .
الطريقة الثانية والعشرون : الدوران :
1- الدوران والمشي داخل المسجد أو في فناء المدرسة أو في الهواء الطلق ، فيحفظ الطالب ويكرر ما حفظه مع الجهر بالقراءة أحياناً والإسرار بها أحياناً ، وهو يدور ، وهذه الطريقة فائدتها طرد النعاس وتجديد النشاط بالمشي .
2- من الأمثلة يصفون الطلبة في طوابير ، طابور سورة الضحى ، طابور سورة عبس ، طابور سورة عمه ، وعندما يتحرك الطوابير ، يجهرون بالقراءة حتى يصلون إلى المحطة ، ويكونون قد أكملوا قراءة السورة ، فيستقبلهم المدرس بالجوائز .
3- شعارهم " إلعب واحفظ " ، أما الشعار " سكوت سكوت ، الليتكلم يموت " قد انتهى وقته .
سادساً : الطرق المناسبة في الحفظ
1- أكتب الطرق التي تناسبك في حفظ القرآن الكريم وتعلم كيفية إتقانها من خلال قرائك لهذا الملخص ؟
2- يمكنك استعمال أكثر من وسيلة في الحفظ كالحفظ مع اثنين ، والاستفادة من الأوقات الضائعة ، والسماع من آلة التسجيل للقراء المتقنين ، والحفظ من مصحف واحد ، والدوران ، والعناية بالمتشابهات .
3- أو أجعل وقتاً للمراجعة والتحق بحلقات التحفيظ في المساجد أو الدروات المكثفة لتحفيظ القرآن .
4- كلها طرقة متنوعة ، اختيار ما يناسبك .
سابعاً : المراجعة والتثبيت
تذكّر أن المراجعة لا تقل أهمية عن الحفظ ، ولا بدّ أن يكون لديك نظام مراجعة قوي للقرآن الكريم :
(1) إذا كنت لم تحفظ القرآن الكريم كاملاً :
1- إذا كنت تحفظ من جزء إلى عشرة أجزاء ( مراجعة بنظام أسبوعي ) : بحيث خلال هذا الأسبوع تراجع جميع ماحفظته ، مع حفظ وردك اليومي .
2- إذا كنت تحفظ من 10 أجزاء إلى 15 جزء ( مراجعة بنظام أسبوعين ) : بحيث خلال أسبوعين تراجع جميع ما حفظته ، مع حفظ وردك اليومي .
3- إذا كنت تحفظ من 15 جزء إلى 20 جزء ( مراجعة بنظام 3 أسابيع ) : بحيث خلال 3 أسابيع تراجع جميع مع حفظته ، مع حفظ وردك اليومي .
4- إذا كنت تحفظ من 20 جزء إلى 29 جزء ( مراجعة بنظام 4 أسابيع ) : بحيث خلال 4 أسابيع تراجع جميع ما حفظته ، مع حفظ وردك اليومي .
(2) إذا كنت تحفظ القرآن الكريم كاملاً :
هناك ثلاث طرق للمراجعة :
الطريقة الأولى : المراجعة الفردية : بمفردك تراجع القرآن ، على النحو التالي :
1- تسديس القرآن :
بحيث تراجع كل يوم 6 أجزاء فتختم في 5 أيام ، أو تراجع كل يوم 5 أجزاء فتختم في ستة أيام ، وقيل " من حافظ على الخمس لم ينس " .
2- تسبيع القرآن :
أ- بحيث تختم القرآن في سبع أيام ، ففي اليوم الأول تقرأ ثلاث سور مع الفاتحة " البقرة وآل عمران والنساء "، وتقرأ في اليوم الثاني خمس سور " المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة " ، وتقرأ في اليوم الثالث سبع سور " يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل " ، وتقرأ في اليوم الرابع تسع سور " الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان " ، وتقرأ في اليوم الخامس إحدى عشر سورة " الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس " ، وتقرأ في اليوم السادس ثلاث عشرة سورة " الصافات وص والزمر وغافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف ومحمد والفتح والحجرات " وتقرأ في اليوم السابع حزب المفصل ويبدأ من ق إلى الناس .
ب- وقد جمعها الشاعر في قوله : " بكرٌ عقودٌ يونسٌ سبحانا *** الشعراء يقطين قافٌ بانا
والمعنى في اليوم الأول تبدأ بسورة البقرة واليوم الثاني تبدأ بسورة المائدة وهي سورة " أوفوا بالعقود " ، وفي
اليوم الثالث تبدأ بسورة يونس ، وفي اليوم الرابع تبدأ بسورة الإسراء " سبحان الذي" ، وفي اليوم الخامس تبدأ بسورة الشعراء ، وفي اليوم السادس تبدأ بسورة الصافات " يقطين " وفي اليوم السابع تبدأ بسورة " ق " . وكلمة " بانا " تكلمة البيت ومعناها اتضح .
ج- وقال آخر " فمي بشوق " ، والمعنى تبدأ في اليوم الأول بسورة الفاتحة والثاني بسورة المائدة والثالث بسورة يونس ، والرابع بسورة بني إسرائيل " الإسراء " والخامس بسورة الشعراء والسادس بسورة " والصافات " والسابع بسورة " ق " .
د- وقد كان السلف الثالث يحزبون القرآن ، قال أوس سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كيف يحزّبون القرآن ؟ قالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده ) ، وفي حديث ابن عمرو الذي يقول فيه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ القرآن في كل شهر ، قال قلت : إني أجد قوة ، قال : فأقرأه في عشرين ليلة ، قال قلت : إني أجد قوة ، قال : فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك ) [15].
3- ختم القرآن خلال 10 أيام : وهو أن تراجع في كل يوم ثلاثة أجزاء .
4- التخصيص والتكرار :
أ- في الأسبوع الأول تراجع كل يوم من أيام الأسبوع الجزء الأول ، وفي الأسبوع الثاني تراجع كل يوم من أيام الأسبوع الجزء الثاني ، وهكذا ، وهناك حلقات في بعض المساجد تكون في نهاية الأسبوع ويُسَمِّع الطلاب في هذا اليوم ما تم مراجعته خلال الأسبوع .
ب- وهذا الطريق تصلح أيضاً لمن حفظ القرآن منذ فترة ونسيه ، ويريد إعادة الحفظ من جديد .
5- ختم القرآن مرة في الشهر : وهذا مذهب الكسالى ، تراجع كل يوم جزء ، بجعل وردك اليومي في القرآن مرتبطاً بالشهر العربي ، وإذا نقص الشهر عن ثلاثين يعوض في إحدى الأيام حتى تكون الختمة موافقة لنهاية الشهر ، كما يحدث في تراويح رمضان .
6- المراجعة في الصلوات : تقرأ يومياً جزء كامل في الصلوات الخمس والسنن الرواتب وصلاة التطوع والتهجد ، بحيث تختم في نهاية الشهر .
7- المراجعة بسماع الأشرطة : كل يوم تستمع إلى جزء كامل من المسجل ، بحيث تختم القرآن في شهر .
ثانياً : المراجعة الثنائية :
1- ضرورة التلقي عن مقريء ، فمن خصائص القرآن الكريم أنه يؤخذ تلقياً عمن تلقاه عن غيره ، وحتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إمام المقرئين صلوات ربي وسلامه عليه ، كان يأخذه عن جبريل عن الله جل وعلا ، ولقد نهج الصحابة هذا النهج ، فبعد أن تلقوا القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اشتهر منهم بإقراء القرآن سبعة قرأ عليهم خلق كثير ، وإلى منهج الإقراء يشير قوله صلى الله عليه وسلم : ( خذوا القرآن من أربعة : من عبدالله بن مسعود ، وسالم ومعاذ وأبي بن كعب ) [16].
2- عرض ما تحفظه على شيخك : عليك أن تنضم إلى إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم أو تتفق مع شيخك كل يوم أو في الإسبوع مرة وتقرأ عليه ما تيسر لك مراجعته .
3- المدارسة والتكرار : عليك أن تتخذ أخاً لك في الله ، وتقرأ عليه ويقرأ عليك ما تيسر لكما مراجعته وحفظه .
4- الطريقة الدائرية : أن يجتمع مجموعة من الأشخاص في حلقة دائرية في بيت من بيوت الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) [17] ، وكل واحد يقرأ من حفظه ، فمثلاً إذا اتفقوا مراجعة جزء عمه فالأول يقرأ سورة النبأ والثاني يقرأ سورة النازعات والثالث يقرأ سورة عبس حتى نهاية الجزء ، أو اتفقوا مراجعة سورة البقرة فالأول يقرأ الثمن الأول والثاني يقرأ الثمن الثاني وهكذا حتى نهاية السورة .
الطريقة الثالثة : الإجازة :
أ- بعد أن تتقن حفظ القرآن كاملاً ، عليك أن تتفق مع أحد المشايخ أو تنضم إلى إحدى حلقات القرآن لتحصل على إجازة برواية حفص عن عاصم من طريقة الشاطبية من أحد المشايخ بسند متصل إلى حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عن رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة والجلال .
ب- مسجد الراجحي الجديد في الربوة بالرياض يقيم كل عام في بداية العطلة الصيفية دورة للخاتمين للقرآن ، يمنح فيها الطالب إجازة من الشيخ بحفظ القرآن كاملاً ، ويوجد ولله الحمد مشايخ على القراءات السبع .
ج- لأن أركان القراءة الصحيحة : السند المتصل ، وأن تكون موافقة على الرسم العثماني ، وأن توافق أحد أوجه اللغة العربية ، قال الإمام بن الجزري : " كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها بل هي من
الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها " .
د- ولذا انصح كل آخ ختم القرآن أن يحرص على نيل الإجازة ، حتى يدخل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه ) ، ثم يعلم الناس ويمنح الآخرين هذا السند المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم .
[1] متفق عليه ، ( البخاري : ج6/ص 2743"7105" – مسلم : ج1/ص545"792" ) . رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه .
[2] ( مسلم : 1/515 – أبو داود : 2/76 ، ابن ماجه : 1/426 ، النسائي : 3/259 ) .
[3] (القمر:17) .
[4] (الأنفال:59) ، (المزمل : 4 ) ، ( البقرة : 121 ) ، ( النبأ : 1 ) .
[5] ( المائدة : 37 ) ، ( المائدة : 34 ) ، ( الواقعة : 10 ) ، ( الواقفة : 13 – 14 ) ، ( الواقفة : 39 – 40 ) .
[6] ( البقرة: 24 – 25 ) .
[7] تفصياً : تفلتاً وتخلصاً , الحديثان أخرجهما البخاري ( كتاب فضائل القرآن : 5033 – 5032 ) .
[8] ( المزمل : 6 ) ، ( تفسير ابن كثير : 4/435 ) .
[9] ( الطلاق : 3 ) ، ( آل عمران : 159 ) .
[10] ( ( النسائي : 3/228 ) ، ( النسائي : 3/253 ) .
[11] صحيح الترمزي
[12] (البقرة: 115) .
[13] منها دليل الآيات متشابهة الألفاظ لسراج صالح ملائكة ، وعون الرحمن في حفظ القرآن لأبي ذر القلموني ، والقواعد النيرات في ضبط الآيات المتشابهات لسامح أحمد و عبدالله سليمان
[14] ( النساء : 11 ) .
[15] ( أبو داود : 2/115 "1393 " – ابن ماجه : 1/427 "1345 " ) ، ( البخاري : 4/1927 – مسلم : 2/813 ) .
[16] ( البخاري : 3/234 عن عبد الله بن عمرو - مسلم : 4/1913 ) عن عبدالله بن مسعود وأمه ) ، وسالم هو سالم مولى أبي حزيفة
[17] ( أبي داود : ج2ص71 "1455" – ابن ماجه ج1/ص82"225" – الترمزي : ج5ص195 "2945" ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق